ويؤكد المحلّل يافي في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، أنه من الصعب أن يؤدي قصف الطيران إلى سقوط النظام، فإيران بلد كبير وليس من السهل القضاء عليها كبلد وكنظام من السماء ومن دون جيش على الأرض، خصوصاً وأن هناك تقديراً جديداً من الإدارة الأميركية لحجم قوة الردّ الإيرانية، ولذلك لم تتّخذ واشنطن قراراً بالتدخّل.
أما السبب الثاني للقرار الأميركي وفق يافي، فيعود إلى أن غالبية المحلّلين العسكريين الأميركيين، ليسوا واثقين من أن "ضربة أميركية عسكرية كبيرة ستنهي البرنامج النووي، ولذلك يطرحون الآن ضرب النووي التكتيكي من أجل الوصول إلى المنشآت الإيرانية، في ظل شكوك بأن إيران استبقت الضربة ونقلت المواد الأساسية للتخصيب إلى أمكنة أخرى، وبالتالي، فالإدارة الأميركية لا تريد أن تسدّد ضربةً فاشلة لإيران، لأن ذلك يعني فتح الحرب ليس فقط في إيران إنما في العالم بأسره".
ويستبعد يافي دخول واشنطن في الحرب، لأن عدداً كبيراً في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، لا يريدون حصول مثل هذه الضربة، لتفادي كلفتها الباهظة المتوقعة، ذاكرين كلفة العراق وأفغانستان.
وفي هذا المجال، يلفت يافي إلى أن بعض الأميركيين باتوا يهزأون بنتنياهو، لأنه يحاول القيام بحرب على حسابهم ضد إيران منذ ثلاثين عاماً، قائلاً منذ ذلك الحين أنها على وشك الحصول على السلاح النووي، الأميركيين، أي أنه يريد "تمويل حربه من جيوبهم".
وعن المسار التفاوضي الذي انطلق في جنيف، يؤكد يافي أنه سيتواصل ما دامت إسرائيل غير قادرة على الفوز بالحرب، لا بل أصبح الغرب قلقاً من أنها قد تخسر استراتيجياً قدرة الردع ضد الصواريخ الباليستية.
وعليه، يقول يافي إن انطلاق التفاوض بين إيران والأوروبيين، قد يكون محاولة من الأوروبيين لإيجاد منفذ من هذه الحرب لإسرائيل، لأنهم ربما أدركوا أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، كان خطوة خاطئة.
والوقاحة هنا، يتابع يافي، هو "أنهم مع ذلك لم يدركوا بعد ضرورة التفاوض من أجل وقف الإبادة الحاصلة في غزة"، متسائلاً "هل الر سالة هنا أن الغرب يقف وراء إسرائيل حين تجد نفسها في ورطة ضد خصم قادر، ولا يقبل أن يفاوض حينما تستبيح القتل ضد مدنيين عزل؟".