يرى الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم بيرم في حديث الى "ليبانون ديبايت" أن ما حصل ليلة أمس هو ضمن المسار التصاعدي الذي تسلكه الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، وما تدخل الولايات المتحدة الأميركية على خط هذه الحرب، ولا يمكن برأيه لإسرائيل مواجهة إيران من دون دعم أميركي.
ويؤكد أنه لا يمكن لإيران أن تبقى مكتوفة الأيدي، ومن الطبيعي أن نشهد مفاجآت كل يوم، ولكن بالنهاية هذه الحرب ستنتهي، ولا يُستبعد أن تكون حرب استنزاف لإيران أو استسلام، لكن ليس من الوارد توجيه ضربة قاضية، على اعتبار أن لا أحد قادر على الحسم في هذه الحرب، لا سيما أن مساحة إيران تشبه القارة.
ولا يُستبعد بيرم أن تقدم إيران على خطوة رد تؤدي إلى إقفال مضيق هرمز، وهي سبقت أن ردّت بضرب قاعدة أميركية "عين الأسد" ردًّا على اغتيال قاسم سليماني، لكنه بالمقابل يشير إلى تكهنات أن هذه الضربة لم تمسّ مخزون إيران النووي، وبالتالي هي عملية "إنزال عن الشجرة"، بمعنى أن الأميركي أوهم الإسرائيلي بأنه سانده وشارك في الضربات، كما قد يكون مدخلًا للإيراني للتفاوض من منطق القوي.
ويلفت إلى أن الإيراني يمكن أن يذهب إلى التفاوض، لأنه ليس من خربط مسيرة التفاوض بل الإسرائيلي، والمطلوب اليوم بمنطق الأميركي من الإسرائيلي إيقاف العدوان، لأن شرط ذهاب إيران إلى التفاوض هو وقف الحرب.
أما فيما يتعلق بموقف حزب الله، فيوضح بيرم أن أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم قال: "لسنا على الحياد فيما يتعرض له حليفنا ونتصرف وفق ما نراه مناسبًا"، فهذا الكلام فضفاض، فلم يُلزم الحزب بردّ في حال تدخل الأميركي في هذه الحرب، ومن الطبيعي أن يقف الحزب إلى جانب إيران، لكنه لا ينفي أن عبارة "سنتصرف وفق ما نراه مناسبًا" حمّال أوجه.